الخميس، 13 فبراير 2014

التخيل و الإبداع : كتابة سيرة داتية أو غيرية

من طرف Unknown  |  نشر في :  12:06 م 12 تعليقات

 
السيرة الذاتية و السيرة الغيرية




قد نميل إلى الكتابة عن تجارب في حياتنا , ورسم صورة عن ذواتنا , و قد نعجب بشخص فنود الكتابة عن سيرته, أو نريد أن نعرف بشخصية و نحكي عن حياتها .

أولا : التعريف بالمهارة :

السيرة فن أدبي يهتم بتصوير حياة شخصية من الشخصيات ونقل تفاصيلها أو محطاتها البارزة إلى القراء.
السيرة نوعان :
أ- السيرة الذاتية : وهي أن يسترجع السارد أحداثا من حياته الخاصة ويتحدث عن حياته الواقعية
   ويرى الناقد الفرنسي فيليب لوجون أن السيرة الذاتية هي “حكي استعادي نثري يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص ، وذلك عندما يركز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته ، بصفة خاصة”
ب- السيرة الغيرية : وهي أن يتحدث السارد عن حياة شخص آخر ملتزما الحياد والموضوعية فيما يكتب.
**** الفرق بين السيرة الذاتي والسيرة الغيرية :



السيرة الذاتية السيرة الغيرية
من حيث الضمير المستعمل ضمير المتكلم ضمير الغائب
من حيث العلاقة بين السارد والشخصية الرئيسية السارد = الشخصية الرئيسية السارد ≠ الشخصية الرئيسية
من حيث الرؤية السردية الرؤية مع الرؤية من الداخل أو من الخارج


ثانيا : خطوات المهارة :

1- خطوات كتابة سيرة ذاتية :
أ- استرجاع الأحداث : تعتمد هذه الخطوة على التذكر.. أي تذكر السارد للأحداث التي وقعت في حياته الماضية واستعادتها إما بتفاصيلها أو بشكل سريع وخاطف..وذلك حسب أهميتها.وهنا تجدر الإشارة إلى أنه في مقابل التذكر يوجد النسيان..إذ لا يمكن للسارد مهما كانت ذاكرته قوية أن يستعيد جميع الأحداث ، فهناك احداث كثيرة يطالها النسيان..لهذا تنبني السيرة الذاتية على التذكر لا على النسيان.
ب- تحديد مدى الاسترجاع : يقصد ب “مدى الاسترجاع” تلك النقطة التي يصل إليها التذكر في الزمن الماضي..فعندما أكتب سيرة ذاتية فإنني أسافري بذاكرتي عبر الزمن الماضي لأتذكر أحداثه.. بيد أن هذا السفر لا يكون إلى ما لا نهاية.. إذ لا بد أن تكون هناك محطة تقف عندها الذاكرة لتبدأ استرجاعها من هناك..
        إن هذه المحطة قد تكون هي مرحلة الطفولة أو الشباب.. وقد تكون لحظة راسخة في ذهن السارد..كما يمكن أن تكون هي بداية العام  أو مناسبة العيد مثلا…إلى غير ذلك…وهذا التعدد في المحطات يترتب عنه تغير في مسافة المدى ، لذلك يمكن التمييز –في هذا الإطار- بين ثلاثة أنواع من المدى :
- المدى القريب
- المدى البعيد
- المدى المتوسط
ج- تحديد سعة الاسترجاع : وهي تدل على مجموع الأحداث التي تغطي مسافة معينة من مدى الاسترجاع..وهذه الأحداث تمتد من محطة المدى إلى لحظة التذكر. وقد تكون السعة كبيرة او صغيرة أو متوسطة بحسب مسافة المدى وبحسب عدد الأحداث التي يشتمل عليها استرجاع معين
ولتوضيح ما سبق نعطي مثالا بالسيرة الذاتية “رجوع إلى الطفولة” لليلى أبو زيد
-المدى البعيد في هذه السيرة الذاتية هو “الطفولة” (العنوان نفسه يفصح عن هذا المدى)
أما السعة فهي مجموع أحداث السيرة الذاتية
- المدى المتوسط والمدى البعيد  يمكن التمثيل لهما بمؤشرات زمنية ضمن فصول السيرة الذاتية
(الإلتحاق بالمدرسة – ازدياد الأخت – الدراسة بالثانوية – …..)
د- صياغة الأحداث : بعد تجميع الأحداث يكون من الضروري تركيبها وصياغتها بأسلوب حكائي  جميل.وهنا إما أن نحافظ على تسلسل الأحداث كما حدثت في الواقع أو نقوم بخلخلة هذا التسلسل عبر التقديم والتأخير والاستباق…
و لإضافة لمسة جمالية على سيرتنا الذاتية لانكتفي بالسرد فقط بل نضيف إليه الوصف والتعليق..فنصف الشخصيات والزمان والمكان ..زنعلق على بعض الأحداث البارزة.


2- خطوات كتابة سيرة غيرية :
أ- انتقاء الشحصية : يستحسن انتقاء شخصية مشهورة في وسطها أو مجالها
ب- جمع المعلومات :نبحث عن جميع المعلومات المتعلقة بالشخصية المنقاة
ج-ترتيب المعلومات : في هذه المرحلة نقوم بترتيب ما جمعناه من معلومات على الشكل التالي :
       - معلومات تتعلق بالولادة والنشأة
      - معلومات تتعلق بأوصاف الشخصية
      - معلومات تتعلق بأعمال وإنجازات الشخصية
     - معلومات تتعلق بمصير الشخصية
د- صياغة الأحداث مع تحري الدقة والموضوعية


زورونا على مدونة جواب نت 

عبدالباسط العبادي

مدون مغربي مهووس بالعلم و التعلم أنشأت هذه المدونة قصد الإفادة و الإستفادة ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

هناك 12 تعليقًا:

  1. meci boucoup pour ces information

    ردحذف
  2. شكرا لكن نريد نموذجا بارك الله فيكم

    ردحذف
  3. image
    مقتطف من السيرة الذاتية “في الطفولة” لعبد المجيد بنجلون
    …لا أستطيع أن أتذكر بالطبع كيف شرعت في الحياة, ولكن لا شك في أنني كنت أرفع صوتي بالعويل في الشهر الأول, ولا شك أن ملامحي كانت رخوة ليتمكن الناظر إليها من تخيل الشكل الذي سيتخذه في النهاية هذا المخلوق الجديد. ولا شك في أن أول ما أحببته من الدنيا الجديدة التي أقبلت عليها كان هو الرضاع, وأن أول مكروه أصابني هو الفطام.
    إنني كلما انحدرت مع الماضي أفضت بي الحوادث في النهاية إلى عالم غامض, مثل الذي استفاق من حلم نسيه قبل أن يستفيق, لا يمنعه هذا النسيان من تذكر العاطفة التي كانت مسيطرة عليه أثناءه, فهو يستطيع أن يقول إن الحلم كان مزعجًا أو هنيئًا, بالرغم من أنه لا يتذكر منه شيئًا. أما العاطفة التي أكاد أشعر بأنها كانت مسيطرة على نفسي في ذلك الحين, فهي مزيج مبهم من الاستغراب والخوف والتطلع. كنت كالذي اكتشف حدود مدينة قديمة فجأة, أستغرب للفجأة, وأخاف مما قد يكون في داخل المدينة, ولكن تطلعي الممزوج بالفضول يدفع خطواتي إليها.
    حتى إذا كبرت قليلاً واستأنست بالمحيط الذي ولدت فيه بدأ الأمن يعود إلى نفسي. ولكن هذه المرحلة أيضًا لا تدخل في دائرة الذكريات. قيل إنني ولدت في مدينة الدار البيضاء ثم قضيت في تلك المدينة بضعة أشهر, ثم ركبت البحر بين ذراعي أمي إلى إنكلترا. وقد كان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى, أي أنني مررت في بلاد حديثة العهد بالحرب, ومع ذلك لا أذكر منها شيئًا يدل على أنني كنت أنتفع بالنظر أو التمييز.
    وقد عرفت الحياة لأول مرة في مدينة منشستر, ولا بد أن وقتًا ليس بالقصير قد مر قبل أن تبتدئ ذاكرتي في اختزان الصور. والصور الأولى القديمة التي أحتفظ بها في نفسي قليلة تعد على أصابع اليد.
    فتحت عيني فإذا أنا في منزل قديم يحيط به الغموض والإبهام, كانت حديقة كبيرة تقع خلفه كثيرا ما أشرفت عليها من النافذة, وتقع أمامه حديقة صغيرة يحدها حاجز حديدي طويل يقوم بين المنزل والشارع ويخترقها ممشى قصير يفضي إلى بوابة عالية من حديد. كان البيت يتألف من ثلاثة أدوار, كبير الأبهاء والغرف ضخم النوافذ ملون الزجاج. وكانت هذه الأوصاف تجعلني لا أطمئن إليه أبدا. ولم يكن للحديقة الخلفية الكبيرة بستاني, ولذلك كانت وحشية النباتات, تنتهي بأشجار ضخمة تبعث رعباً مبهما في النفس. وكنت أرى من آن لآخر هرّا أو كلبا يجري خلال الأعشاب, ثم يقفز فوق الحاجز ويختفي . وكثيرا ما ساءلت نفسي عن هذه الأشياء التي تتحرك ومع ذلك فهي ليست في شكل الإنسان, وما أزال أذكر أن هرًّا عظيم الهامة داهمني ذات يوم, فصرخت حتى كاد يغمى عليّ. ومما زاد في يقيني بأن هذه المخلوقات مخلوقات شريرة أن أهل المنزل كانوا يطاردونها. وكانت النوافذ الضخمة ذات الزجاج الملون تثير في نفسي القلق لضخامتها وللأضواء الملونة الحزينة التي كانت تنفذ منها, أضف إلى هذا الضباب والثلوج وشدة البرد, فقد تعاون ذلك كله على إثارة خيالي العاجز, حتى تأصل الرعب في نفسي.
    أما الأشخاص الذين كانوا حولي فهم أبي وأمي والمربية. وكانت علاقتي بالمربية أمتن من علاقتي بأبي الذي كان يغيب عن المنزل طول النهار فلا أراه إلا ليلاً, وأمتن من علاقتي بأمي فقد كانت شابة ضعيفة; لا تمكنها صحتها الواهية من الاهتمام بي.
    وكانت المربية مثلنا من مراكش, ولم أكن أفارقها لا في الليل ولا في النهار, وكنت أستغرب لكثرة ما تعرف, فهي لا تنفك تحدثني عن بلاد بعيدة تقول إننا جئنا منها, بلاد تشبه أحداثها أحداث الخرافات والأساطير, وكانت تروي لي كذلك أقاصيص الصغار. وقد كان لمثل هذه الأساطير عليّ تأثير شديد حتى نشأ عندي بعد ذلك ميل إليها, وقد أثارت في نفسي عالما يعج بالأشباح والحيوانات والمخلوقات الخيالية.
    وقد كنت متأكدا من أننا أربعة أشخاص نعيش في هذا المنزل, كما كنت متأكدا من أنني أعرف كل غرفه ومداخله ومخارجه, بحيث لم يكن عندي أي شك في أنه لا يمكن أن يكون هناك أحد لم أره, فما راعني ذات يوم إلا أننا أصبحنا خمسة أشخاص! فمن أين أتى هذا الشخص الخامس?! هو طفلة صغيرة اندست بيننا وأزعجتنا بعويلها وصراخها. وقد كنت أعرف أن الذين يزوروننا ليسوا منا, فلا داعي للاستغراب من وجودهم, ولكن هذه الطفلة منا وهم يقولون عنها إنها أختي.
    راقني جدّا أن تكون لي أخت. ولست أستطيع أن أنسى الغبطة التي شعرت بها عندما رفعوني لأنظر إليها وهي نائمة في مهدها. ومن يدري?! لعلها أعادت إلى ذهني ذكريات كانت قريبة مني يومذاك, ولكنها ضاعت مني الآن بعد أن تراكمت عليها الأيام والسنون…

    ردحذف
  4. لا يكنني ان اصف مدا اعجابي بهذا الموضوع الشيق

    ردحذف
  5. إندهشت بهاد ألموضوع حيت أني لم أستطع أن أعبر عن مشاعري اتجاهه

    ردحذف
  6. موضوع رائع للغاية

    ردحذف
  7. موضوع رائع للغاية

    ردحذف

back to top